مراسل " فرانس فوتبول " ، ظفر الله المؤذن، يروي شهادته حول قصة بنات الليل مصر وجنوب إفريقيا وقعتا صفقة للتستر على عار ابن زاهر

في الحقيقة أنه كان فيه بنات ليل داخل الفندق لأن ذلك
مسموح به في فنادق جنوب افريقيا، بل تعد جزءاً من ثقافتهم. الثابت أنه ليس
اللاعبين الذين استقدموا المومسات، بل هناك مرافقين للبعثة المصرية هم من
قاموا بذلك، كل ما رأيته عندما كنت هناك يوم الواقعة أفرادا يلبسون لباسا
رياضيا يحمل اسم مصر، فاعتقدت الصحافة الجنوب افريقية أنهم
اللاعبين المصريين وهو ما أشاعته آنذاك وأثار بلبلة كبيرة حول
سمعة المنتخب .

هم أقرباء البعثة الرسمية منهم ابن سمير زاهر وابن حسن
شحاتة وصحافي مذيع بقناة الحياة المصرية مهيب عبد الهادي والفنان رامز
جلال، وأعتقد أن سمير زاهر فضل التضحية بسمعة المنتخب من أجل ابنه وهو ما
حصل فعلا.

الحقيقة أن كلا من شرطة بريتوريا والسفارة المصرية
أجريا ندوة صحفية وعرضا فيها شريط فيديو حول الواقعة وأنا متأكد 200٪ أن
هذا الشريط فيه مونتاج، حيث نزعوا منه كل الدلائل التي تشير إلى أن الجانب
المصري استقدم بنات ليل.

طبعا... لقد حدثت صفقة بين الجانب المصري والجنوب
افريقي، أولا لأن الذي حدث يسيء إلى سمعة البلد المضيف والذي هو على مرمى
حجر من تنظيم كأس العالم، حيث تحدث سرقات والأمن مفقود والجانب المصري
استفاد من هذه الوضعية لكي لا يتهم مسؤولوه بالتقصير أمام السلطات المصرية،
خصوصا أن الجناة أقرباء من الطاقم المسير، وبهذه الصفقة خرجنا من تلك
الندوة الصحفية أنه لا يوجد بنات ليل ولا سرقات، وفي الحقيقة أن الأمرين
حدثا وهي صفقة لطمس معالم الجريمة. تصور أن الندوة دامت ساعة ونصف الساعة
ولا يوجد سرقة ولا بنات ليل، شيء يدعو إلى التعجب فعلا !!.

أولا أنت تعرف أن مراكز الاستخبارات تجرى فيها
العمليات المشتركة وكان هذا بالفعل مع الجانب المصري، حيث دبروا فعلا
مزدوجا. ثانيا، شرطة بريتوريا أرادت أن تستغل وجود الصحافة الأجنبية لإبراز
أن الجانب الأمني تحت السيطرة واستغلوا هذه الواقعة كدعاية للمونديال
القادم وأن هذا البلد آمن ولا يوجد فيه أي خلل، تصور معي أنهم قادونا في
جولة داخل غرف العمليات وأظهروا لنا كيف أن الكاميرات موجودة في كل مكان
وحاولوا أن يظهروا لنا أنهم يستطيعون رؤية النمل ويمكن كشف أماكن تواجده.

صحيح... أثناء تواجدي هناك قمت بتحقيق واسع في هذا
الأمر وقابلت الصحافيين الذين قاموا بنشر الخبر والأمر يتعلق بصحيفتي
"سبورت ستار" و"سبورت ويكلي"، كل ما قالوه لي إن الأمر حدث فعلا وانه عندهم
صور وإثباتات سينشرونها في الوقت المناسب.

اعتقد أنهم تعرضوا لضغط من طرف سلطات جنوب
افريقيا وذلك من أجل غلق الموضوع طالما أن هناك اتفاق سري مع
السلطات المصرية وان لا يفتح الموضوع مرّة أخرى .

اتصلت بي قناتا " المحور " و " مودرن سبور "
وأرادتا أخذ شهادة محايدة في الموضوع، وقلت لمندوبيهما رأيي
صراحة، وأكدت لهما تواجد بنات الليل في ذلك اليوم، لكن ليس
اللاعبين من استقدمهن .

لا أعرف من وراء تحريك الموضوع في هذا الوقت
بالذات، كل الذي أعرفه أن وزارة الخارجية المصرية مازالت تطالب
الصحافة الجنوب إفريقية بالاعتذار عن ما نشرته حول بنات الليل .

سكتت عنهم .

سمير زاهر هو من يتحمّل المسؤولية الكاملة على ذلك،
لأن طريقة إدارته للأزمة كانت طريقة غير سليمة بالمرة، خاصة أنه كان في عمق
وقلب هذه الأزمة وخاف أن يتسرب خبر ابنه وتورّطه في الواقعة فكان مترددا
ومرتبكا والضحية كان المنتخب المصري الذي اتّسخت سمعته بفعل سوء الإدارة
وبالتالي لم يعالجوا الموضوع بل غلقوه لأن هناك مقابلات في إطار
كأس العالم وهذا ما أثر على المنتخب فيما بعد .

المصريون هم من بدأوا بالعداء... والاستفزاز يؤدي إلى
نتائج عكسية. كل الزملاء في "فرنس فوتبول" و"ليكيب" و"مونتي كارلو" أبدوا
امتعاضهم مما حدث، وحتى الزملاء في مختلف القنوات العربية استهجنوا الأمر
واستاءوا من الطريقة التي انتهجها الإعلام المصري وكيف جيّشوا 80 مليون
مصري ضد الجزائر ومهاجمة رموز الجزائر وهو مرفوض جملة وتفصيلا... تحدث أمور
كثيرة في المباريات في كل دول العالم، لكن ما رأته عيني مبالغا فيه بشكل
كبير، حيث وظفوا ذلك سياسيا ولمدة شهر كامل وأصبح الأمر عبارة عن أوركسترا
وكأنهم يريدون امتصاص غضب الشارع المصري بهذا التوظيف... بعد الخرطوم كانت
سقطة الإعلام المصري التي سيشهد عليها التاريخ... وللأمانة فإن هناك جزءا
كبيرا من الإعلاميين المصريين لم يكونوا موافقين على الهجمة التي ارتكبت في
حق الجزائر... المهم أن الجزائر تأهلت واستحقت المرور إلى كأس العالم
وأنقذت وجه ماء العرب . ..

كانت هناك حراسة مشددة ومن الصعب الوصول إلى أيّ كان
بسهولة... وبينما كابيلو يسير في موكب إلى الفندق، انتهزت الفرصة وكلمته...
على ما أعتقد انه ما كان له أن يعيرني اهتماما لو لم أخاطبه بلهجته، لقد
استلطفني حينما سألته بالإيطالية عن رأيه في المنتخب الجزائري الذي هو في
مجموعة فريقه . .. فقال لي بالحرف الواحد : إنه فريق جيد وصعب .
..

كان يتحدث بلغة الواثق من كلامه، أحسست أنه
جاد ولا يوجد مجاملة في ردّه وفي لهجته، أنه لن نستهين بخصومنا
خاصة الجزائر لأنه فريق يحسب له ألف حساب . ..

نعم . لأنه لم يكن يهمني أي شيء آخر لأسأله
سوى عن ممثل العرب الوحيد، وهو المنتخب الجزائري .

الجزائر معنوياتها مرتفعة وكأس افريقيا ستكون إعدادا
لكأس العالم وأعتقد أنها ستقطع أدوارا مهمة رفقة غانا وكوت ديفوار
والكاميرون... أما عن المونديال فيكفيها الفوز على سلوفينيا، لأن الجزائر
ستستفيد من المواجهة بين أمريكا وانجلترا التي قد تنتهي بالتعادل وهو ما
يكفي للجزائر لو تتعادل مع إحداهما لتتأهل إلى الدور الثاني وهو
ليس بصعب على المنتخب الجزائري . ..